2006/12/12

ايام قرطاج السينمائية أطالبُ بتقويم

أيام قرطاج السينمائية
أطالبُ بتقرير تقويمي


انتهت، منذ منذ شهر تقريبا، ايام قرطاج السينمائية، ومنذ ذلك الحين وانا انتظر اي تقويم او مُبادرة للحوار حول هذه الدورة من اي جهة رسمية او غير رسمية فردية او جماعية فعلية او انترناتية...
ولكن انتهي التقويم قبل ان يبدأ وطويت الصفحة كأن شيئا لم يحدث رغم ان دورة 2006 مرت بدون روح او أثر هام وتمت وسط لامبالاة غريبة وفي اجواء سينمائية مُتوترة وتميّزت بأخطاء بدائية وبإختيارات ضعيفة وانتهت بدون ان تؤسس لأي بريق أمل وكانت الافلام الهامة خلالها نادرة وكذلك الضُيوف المُتميزين والنُجوم .
ولعله ليس من الصدفة ان يكون أهم حدثين تونسيين خلال المهرجان ( "بابا عزيز" رائعة ناصر خمير وموسوعة الهادي خليل ) من خارج توجهاته وهما يعكِسان شكلا ومضمونا مُبادرات فردية عنِيدة تبدو اكثر من اي وقت مضى، مَعزولة وغريبة عن منطق وأسلوب واهتمامات المهرجان...
وعِوض الانكبَاب على تقويم هذه الدورة وتحديد مُجْمل أخطائها ونواقصها وتشخيص المشاكل التي لاحت خلالها في مستوى التوجهات العامة او في التفاصيل التنظيمية والاعلامية ( من انتقاء افلام المسابقة والأقسام المُوازية الى الضيوف وأعضاء لجنة التحكيم والتكريمات والتظاهرات المُصاحبة الى فضاءات العروض وظروفها الى نقاش الافلام ودليل المهرجان.. والى غياب الترجمة ...الخ).
وعوض مُسائلة المسؤولين عن دورة أعلنوها استثنائية وأرادوها احتفالية ( بـ40 سنة من التاريخ المجيد لمهرجان عريق ) وعوض مطالتهم بتقديم نقد ذاتي ونشر تقارير أدبية ومالية ومقترحاتهم العامة والعملية والهيكلية والمالية... الخ.
وعوض التأسيس لتقاليد التقويم والنقاش الحر والإستنجاد بخبراء وبمكاتب دراسات مُختصة وعوض مُراكمة التجارب والاستفادة منها ومن اخطائها وفرض قيم وتقاليد التواصل التراكمي والبناء التدريجي.
وعوض دعوة جميع الفاعلين للتفكير في المسْتقبل والإستعداد للدورات القادمة ضمانا للإشعاع والجودة والتجديد وحفاظا على روح المهرجان ومن اجل ان يستعيد ريادته ويتصالح مع مختلف السينمائيين ومختلف اصناف الحمهور ويجابه المُنافسة الإقليمية الشرسة وخاصة مهراجانات القاهرة مراكش وواقا
وعوض الانصراف الى ما هو أهم من مُجرد دورة وأكبر من مجرد مهرجان : مستقبل المهرجان في اطار مراجعة جذرية لمجمل المهرجانات السينمائية بالبلاد وللسياسة السينمائية ومؤسساتهاا.
وعوض ان تكون مُقترحات لجنة تحكيم أيام قرطاج السينمائية مُنطلقا للنقاش من اجل تطوير وتحيين وإحياء مهرجان كان "كان" العرب والافارقة ...ولكنه غدا اليوم يمُرّ في شبه سِرّية اعلامية وينطلق ويُنظم ويُقْبِر " بلا نائحة ولا دفينة".
... عوضا عن كل ذلك انطلقت عدة اصوات تردد انشودة "ليس بالإمكان أحسن مما كان" وذهبت وقاحة البعض الى حد اختزال المهرجان في أمرين سطحيين :
1.موضوع شريط "آخر فيلم"، فقد انتصب البعض ليُشيد بشجاعة الموضوع وزايد البعض الآخر فمدح الأفكار السياسية التي ظن ان الشريط يدافع عنها ونسي ان الأمر يتعلق بشريط ..فمنذ اول عرض له حاولت وكالة الانباء الرسمية احتوائه واستعمال موضوعه وكذلك فعلت عدة مقالات شبه رسمية ، ثم وفي خطوة مُفاجئة وغير مفهومة قام البرنامج شبه الرسمي "البعد الآخر"( قناة أن ب اللبنانية، تنشيط برهان بسيس حصة يوم الثلاثاء 5 ديسمبر 2006 ) بمهاجمة هذا الشريط مُهاحمة عنيفة وبلسان على العبيدي
.
2.مُهاجمة شخص إلياس خوري، رئيس لجنة تحكيم الافلام الطويلة في صحيفة لابراس (
الاثنين والثلاثاء والأحد ) ثم على لسان مُدير المهرجان في اذاعة تونس الدولية يوم الاربعاء 22 /11/2006
والمُلفت للإتباه ان الناقدة السينمائية المُتميزة
سميرة الدامي، ترفعت عن هذه الحملات المُسيسة وتجاهلت هذه الضجات المُفتعلة وقامت بنقد هذه الدورة وشريط "آخر فيلم"بعيدا عن تلك المهاترات رغم ان صحيفتها تزعمت الحملة على شخص إلياس خوري .
وللتذكير فان مُقترحات لجنة التحكيم، تُشكل جزء من مطالب قديمة موجُودة حتى في الوثائق الرسمية وليس فقط في ادبيات الجمعيات المُختصة وفي مطالب السينمائيين.
فالحديث عن الياس خوري وعن "اخر فيلم" لا يُمكن ان يحل مشاكل ايام قرطاج السينمائية ولعل اضطرار كل من النوري بوزيد والياس خوري ( ولجنته) الي إعتماد خطاب سياسي مُباشر ومُتشنج دليل على وجود مُشكل خطير وعليه فانه يجب "تفريك الرمانة".
أذكرأن ان الناقد خميس الخياطي كتب بعد انتهاء دورة 2004، في "القدس العربي" تقويما نقديا شديد الهجة لتلك الدورة ولتوجهاتها ولكن خميس الخياطي انتدب للعمل كمسؤول عن الاعلام في هذه الدورة فلا تحسنت الدورة ولا برز من يُعوضه كناقد فخسرناه كقراء ولم لم أجد شخصيا اي تقويم جدي للمهرجان ينم عن حب للسينما وفهم لأصولها ويتألم لما وصل اليه المهرجان باستثناء ...سميرة الدامي ..ويبدو ان مهام السيد الخياطي صلب المهرجان قد انتهت بانتهائه...
فلماذا ينام موقع المهرجان على الانترنات ( على ضعفه وعلاته ) ؟ وماذا سيكلفكم فتح مساحة خاصة داخل هذا الموقع للدردشة والحوار وتقويم هذه الدورة واعداد الدورة القادمة.؟
واذا كانت البطولات الرياضية تنظم حسب كراس شروط يضبط ادق التفاصيل ( من نوعية الاضاءة الى صلوحية الملاعب الى عدد الكاميراهات وحقوق البث ...) فلماذا ينظم ثاني اعرق مهرجان سينمائي دولي في تونس كما لو أنه في ....قليبية ؟
واذا كانت لكل مشاركة رياضية تونسية في تظاهرة عالمية اهداف ورهانات وتقويمات فماذا كانت اهدافنا من خلال دورة ما الذي تحقق ؟ انا اطالب بتقويم رسمي وبفتح حوار متواصل.

.samira Dami "
Session anniversaire, dites-vous ?"
la presse du 24/11/2006

3 commentaires:

Zizou From Djerba a dit…

Bravo Soufi Tu as tout a fait raison !!!Il faut accroitre la pression sur le ministere de la culture...
Je denonce egalement l'absence de rentree theatrale et la mort du theatre en Tunisie.

Monsieur Untel a dit…
Ce commentaire a été supprimé par l'auteur.
Monsieur Untel a dit…

bien dit. j'attends tes impressions sur le festival (films, critiques, humeurs).