2008/06/21

هل يعقل ان تصبح هذه العرافة "طبيبة" ؟


هذه قتلك طبيبة وتداوي بالله ومحمد واولياء الله تعفس وتمسد ومختصة في كل شيء من العقم للسرطان ومن الصفرة للسحر وهذا قالك الأستاذ فلان الفلاني طبيب روحاني يداوي بالخفيف والكارتة والقرآن جميع الامراض المستعصية وهذه دار الشفاء متاع الحاجة فلتانة حكيمة روحانية مختصة في امراض الجن والاسحار والتابعة وتلك عيادة في قلب العاصمة تعلن بتحدي خدماتها العجيبة بأشكال استفزازية تشتم منها روائح الجهل والمال السهل والشعوذة وأشياء أخرى
يتفنن بعض المُشعوذين في صياغة اعلاناتهم التي تثير لدي عدة اسئلة .
لماذا انتشرت هذه الظاهرة ؟
وهل وقع تناولها ميدانيا من قبل بعض الباحثين ؟
هل ان انتشارها دليل ضعف للسياسة الصحية الرسمية بشقيها الطبي والنفسي والعمومي والخاص ام هو امر عادي مُرتبط بالتحولات الاجتماعية ؟
كيف تفتح هذه العيادات؟ وما هي الجهة التي ترخص في بعث هذه المشاريع وبناء على أي شروط ؟
وما هي الجهة التي تراقب ما يحدث داخل هذه المحلات وما يفعله المُشعوذون وما يكتبونه في وصفاتهم من ادوية ممنوعة أو مُضرة؟
الي أي حد يُمكن السكوت عن استغلال مآسي وأزمات بعض المواطنين لابتزازهم او التحيل عليهم؟ اليس من واجب الادارة منع هذه المهن او على الأقل تنظيمها ؟ اين حماية المستهلك في هذا المجال الخارج عن القانون والذي تكثر فيه التجاوزات وعمليات التحيل والجرائم؟
وكيف يٌُسمح بنشر مثل هذه الإعلانات لما يُمكن اعتباره قطاعا مُوازيا ؟ وموازي هنا بمعني غير قانوني وليس بمعني قطاع مُتهرب من الضرائب
ما هي الجهة التي يُمكن ان تجبر هؤلاء "الزملاء" على استعمال مُصطلحات دقيقة وواضحة في إعلاناتهم حتي لا يتوهم القارئ ان الأمر يتعلق بمصحات نفسية او طبية ؟
ثم لماذا يحق لهؤلاء المُشعوذين الإشهار والحال انه ممنوع على بقية زملائهم الأطباء ؟
واذا كان بامكان هؤلاء اللجوء الى الإشهار في الصحف فهل بامكانهم استعمال الومضات الاشهارية الإذاعية والتلفزية وانشاء مواقع للشعوذة عبر الانترنات بل هل من حقهم انشاء اذاعات وتلفزات خاصة ؟
في انتظار إجاباتكم
قولوا لي هل ان هؤلاء الزملاء متعاقدون مع الكنام ام لا ؟
Lire la suite ...!

2008/06/08

من قال ان محمدا قد مات ؟


مُؤلمٌ رحيل رجل والرجال قليلون في هذا الزمن ...
مُحزن رحيل الأنبياء ( سَباقي عصرهم ) في زمن كثر فيه الأتباع والجهلاء والأغبياء
مؤلم ان ترحل الجرأة وتحطيم الأصنام في حقول الركاكة وعقلية القطيع
مُخزي أن يُغادرنا الكبار في صمتٍ وسط ضوضاء الحماقة
ومُحير ان ينسحب من مشهدنا الفكري والجامعي عمالقة دون أمل واضح في خلفاء ( من جيل الشباب ) يتبعون نهجهم ويذهبون الى ابعد مما ذهبوا..
من ذا الذي درس القانون دون مقدمته الهامة ؟ ومن ذا الذي يتابع نضج الفكر الاصلاحي التونسي والعربي دون ان يكون قد توقف عدة مرات عند كتابه الحدث "الاسلام والحرية" ... ؟
لا يعني ذلك ان الرجل وافكاره فوق النقد ...
قد يُنسَى التاريخ السياسي والرابطي لهذا الرجل ...قد ينسي رده الشهير على بعض من هاجمُوه وزيرا فرد عليهم مفكرا ومواطنا بسيطا ..الخ..
لكن إسهامه في تطوير الفكر القانوني والسياسي سيظل شامخا اعلي من جدران مدينة الثقافة التونسية (التي قد تفتتح وقد غادرنا بقية الأنبياء.. ) واقوي من رياح الطائية والتحجر .
لم اعرف الرجل شخصيا ولكني كنتُ أراه أحيانا بأحد الفضاءات التجارية بالعاصمة فتبادر ابنتي الصغيرة بالقول : ابي اصبحتُ اعرفه انه الكاتب الذي لوّنْتَ كتابه بالأصفر وأهديت منه نسخا لأصدقائك ...ابي لم لا تقل له أنك قرأت كتابه عدة مرات ؟ ...
من قال ان أمثال هذا الرجل يموتون ؟ من قال ان شرفي قد دُفن ؟

Note de lecture parue dans le N°33 Islam et liberté, le malentendu historique
http://confluences.ifrance.com/confluences/lecture/charfi.htm
Lire la suite ...!