2010/10/25

le nom des gens aux jcc 2010 ( le 24/10/2010 )

le film en entier http://www.youtube.com/watch?v=Qw8rj8PpOCE&feature=player_embedded#! Lionel Jospin et Sara Forestier (à droite) lors de la présentation du film de Michel Leclerc «Le nom des gens» le 13 mai 2010
Un scénario minutieusement et intelligemment écrit, des dialogues exceptionnels, une réalisation bien réussie pour nous offrir une belle comédie à la fois politique et romantique, attachante, rafraichissante, sympathique, originale (bien qu’elle traite de la réalité politique), c'est vraiment un moment de plaisir avec l’excellente (et belle) Sara Forestier qui nous fait vivre ses "folies" bien ancrées à gauche
Bravo Michel Leclerc
Belle surprise du premier jour des jcc 2010 ( Journées cinématographiques de Carthage )
Mais pourquoi les tunisiens sont incapables de traiter « les problèmes politiques » avec ce genre d’humour, avec cette créativité/ intelligence , cette tolérance, et modestie ?.
Quand je me rappelle certains films politiques tunisiens et notamment Making of (2006) et Les Sabots en or (1988) de nouri Bouzid je n’arrive pas à comprendre pourquoi certains réalisateurs oublient
1.qu’un film politique est d’abord un film
2.qu’un problème sérieux peut être traité sérieusement et avec humour
Lire la suite ...!

2010/10/06

مَشيْتُ فِي جنازتِي سَعِـيدًا

مَشيْتُ فِي جنازتِي سَعِـيدًا

الإهداء الي خالد الذي رحل منذ أيام


إني رأيتُ آلافَ البشر وأمّي وأبي، رَأيتُهم في جنازتي سَائِرين وقد إسْتبَدَّتْ بي هذه الرُؤية سِنين حتى صِرْتُ أكرهُ الليل وأتهربُ من الكلام والدين.
رأيتُ نفسِي أمْشِي بين مُشيّعِين وهُم عني غَافلُون، كل العائلة والأصدقاء والجيران والمعارف كانوا وراء جثماني يَسِيرُون، جاؤوا صِغارًا وكِبارًا، نساءً ورجالا وقد أقبل بعضُهم علي بَعض يتعانقون.
لأول مرة في هذه المَدينة الريفية، تخرجُ جنازة ليلية وتحت أضواء وألوان وإيقاعات فنية وبشماريخ كلما ماتَتْ أطرافُها، وُلدَتْ من احتِضَارها أخرى أكثر جمالية، ولأول مرة يخرجُ المُعزُّون بفساتين وبدلات رسمية يتقدمُهم تابوت من خيزران انتصَبَ عمُوديا على عربة تجرها أربعة خيول عربية، ولأول مرة أيضا لا يمُرّ الميتُ بالجامع ويرفضُ المقبرةَََََ نهاية حتمية ولا يُوَلي وَجهه إلى القبلة المكية.
بحثتُ بين المُشيعين عن حبيبتي فلم أجدْها فبقيتُ بينهم أتأملُ وجُوهَهم البَهية وأسْترقُ كلماتهم الذكية وأتشوقُ لرؤية جُثتي النقية وحين وَجَدتُها رَاضِيةً مَرضِيّة وواقفة وقوية ومُبتسِمة وشبه حيّة، تسمّرْتُ مَكانِي بينما كانت تتبختر أمامي ثم تجاوزتنِي باتجاه شاطئ البحر وما ان أدركتْهٌ حتى عَلتْ آيات مُوسيقية بأعذب ما تيسر من إيقاعات الفرح والحب والإنسانية.
بدأ المُشيعون وفي تناسق كبير رقصات هادئة ثم التفُتُوا إلي أصواتٍ قادمة من خلفي، نظرتُ إلي حيث اشرأبت الأعناق، فإذا حبيبتي في لباس زفافها الأبيض المُثير ونَهداها ينتفضَان فوق حصان كأنما يرقصُ ويَطير كانت تركبُهُ برقة وحُب وحنين وهي ترفعُ الي السماء شُعلة من نار عجيبة .
حاولتُ اعتراض حبيبتي لكنها مَرّتْ دون أن تنتبه إلي وجودي فسقطتُ أرضًا حائرًا ومهموماَ: " إذا لم تعرفني حبيبتي، فجنازتي قد تكون حقيقية ".
انقسم المُشيعُون صَفين وأنا انقسمتُ نصفين، نصف يتساءل وآخر يتلذذُ الفرجة، كانوا قد فتحُوا لحبيبتي طريقا إلي نعشي وحين وصلته انسحبت العربة وتراجعت الخيول وسَكتَتْ المُوسيقي وتغيرت الإضاءة بحيث لم يَبق في دائرة النور سِوي حبيبتي وجُثتي الأنيقة كانا كما عَريسين يتهيئان لرسْم قبلة تاريخية ورشيقة، نَظرتْ حبيبتي إلي جثتي نظرة عميقة ثم قرّبتْ منها شُعلتها الناريّة فاشتعلت لذة ونشوة، صفق الجُمهور وزغردت بعض النساء في حين ظلت حبيبيتي واقفة والنيران من خلفها تعرجُ بما تناثر من الجثة إلي السماء وأطراف فستانها تتراقص في الهواء وأنا أكادُ أمُوتُ من فرط الانتشاء كيف لا وروحي الآن يُمكنُها الخلود بعد أن تحقق لجسمي الفناء ؟.
تذكرتُ أني شاكسْتُ حبيبتي ذات مساء :
- " أو ليسَ الدفنُ شأن خاص ؟ ما ضر الدولة لو اختار الإنسان طريقة دفنِه وشكلَ نعشِه وعِطرَ وَداعِه ولبَاس رحيله الأخير؟ لماذا تُفرضُ علينا ومُنذ قرون طويلة، طقُوس بشعة ومُهينة عند مُغادرتنا لهذا الوجود ؟ ."
- " بل وتُفرضُ علي البعض، عدم المُغادرة الكريمة لهذه الدنيا وذلك حين يُصبحُ الجسمُ ميتا "إكلينيكيا" وحياته الاصطناعية جحيمًا أبديًا وبقائه "حيا" شماتة دينية وفضيحة اقتصادية وجريمة اجتماعية....هم لم يُفكروا بعدُ في الموت الرحيم وأنتَ تحلمُ ببعض تفاصيل تزينُ بها حفل الرحيل، أنت لم تختر شيئا في حياتك فكيف تريد ان تُحدد طقوس مماتك ؟ "
- " من أجل ذلك أريدُ أن اختار آخر صُورة أتركها لك ".
بقيت ابتسم وأنا أعشق حبيبتي ووقفتها واستذكر إجابتها وابتسامتها وقد أتمت ألسنة النار مُهمتها وانأ أتلذذ المشهدَ وما أثاره فيّ من حنين ومشاعر ونيران .
سُعدتُ بمراسِم رَحِيلي ربما لحُضور حبيبتي في تلك اللحظة الأخيرة وربما لكل ما أتته وربما لأن نيرانها كانت برْدًا وسَلامًا وربما لأني وجدتُ في إنهاء تلك الجثة ميلادا جديدا، وليس أجمل من ولادة بيدي حبيب.
ربما سعدت لأني أرفض الانحطاط الي التراب والطين ولي إلي السماء حنين.
فانا لن أرحل مُرتاحًا إذا كان آخر من ينظرُ إلي جثتي الطاهرة غريب مأجور جاء ليخنقنها بحركاته وليقتلها بكفنه وليغرقها في مياه نتنة ولن أرحل مُرتاحًا لو جيء إلي جثتي ببعضِ "مُحترفي المَوت" ليتلوا عليها آيات نفاقهم ولن أكون مُرتاحا إذا تخلصت الدولة والمجتمع من جثتي كما لو كانت نفايات خطيرة يجب أن تدفن في زنزانة ضيقة مُحددة الطول والعرض والعُمق بأمر باياتي منذ سنة 1884 ! .
فأنا لا أقبل ان يُودّعنِي الأحِبة دون أن أنظر إليهم وأكره أن يتركُوني في التراب لينصرفُوا إلى شؤونهم على عجل وجثتي لا تزال تحتضرُ وحبيبتي مُنشغلة بمآل بقايا جسدي خاصة وهي تُؤمن أن الإنسان إذا مَات يُمكن أن تبقى في جسْمه بعض حياة وأن هذه الحياة الباقية تحتاج إلي رحابة الوجود واتساع الأفق لتتحقق في كائنات جديدة .
إن إنهاء حبيبتي لحطام جسم رافقها سنين، حق طبيعي من حقوقها فكما ترثُ كل ما كتبتُ وملكتُ فهي تتصرف في ذلك الحُطام وحرقها له أرحم لها ولي من أن أُوَارَي التُراب وحيدًا في حُفرة مُظلمة أخسَرُ داخلها، ببطءٍ فظيع وبسَلبية غريبة عني وفي ظروف صِرَاع غير مُتكافئة، معركتي الأخيرة مع الديدان.
أكره الديدان ومن جعلها، رغما عنها وعنا، بطلة آخر أيام وجودنا، فاندثار جثتي بنيران حبيبة، أحفظ للكرامة من مراسم دفن مُهينة هدفها الأساسي هو خلق فضاء مادي يدعمُ التصور الديني للقبر كزنزانة تعذيب.
ولعل فرض مساواة شكلية بين البشر فيما يتعلق بطقوس الدفن هو مُجرد تعويض عن افتقاد ادني مساواة إبان الحياة ، إن فرض مُساواة وهمية بين الجثث تسلبُ الإنسان أعمق لحظاته الذاتية وتسرق عائلته وأحبابه حقهم في الوداع لتحول العزاء مُجرد طقوس لإشاعة الخوف .
زلزلتني صُورة الديدان وهي تنهشُ كرامتي وتغتصبُني، فصُحتُ بأعلى صوتي « لا « وحين سمعتُ صَرختْي تملأ الوُجُود وتتحدي الآلهة، تأكدتُ أني لا زلتُ حيّا وتساءلتُ " كيف أقبل فكرة موتي وأنا لازلت أرفض أي لا زلتُ أفكر ؟ " .
وفجأة غابت عن ذهني صُورة » الديدان« حين دَوّي صَوتُ المُشيعين وهم يُردّدُون » السماح.. السماح..«، وتذكرتُ أن هذه الصيحة هي جزء من الذاكرة السَمعية الوطنية.



Lire la suite ...!