2006/04/06

"« Improvisation » ( ou samir et ses frères ) de Raed Adoni

انطباعات أولية وشخصية عن الليلة الأولى من المهرجان :

ارتجال »( او سمير واخوته ) للمخرج ريد أدوني 2005)

« Improvisation » ( ou samir et ses frères ) de Raed Adoni
« كحلوشة » للمخرج نجيب بالقاضي ( تونس 2006 )« VHS-Kahloucha » de Nejib belkadhi
( Tunisie 2006 )
ارتجال : سينما من طراز رفيع »
و « كحلوشة
عمل جو كبير وشيخ الجمهور
وفرغ خمجة
...

وقف الجمهور الغفير الحاضر بقاعة الكوليزي ليُصفّق قرابة 10 دقائق عقب عرض « ارتجال » تعبيرا عن إعجابه وتأثره وتشجيعه لهذا العمل المُمْتاز..مما اضطر المخرج رائد انضوني الى الصعود ثانية على الركح
كان المشهد مُؤثرا و كانت لحظة نادرة واستثنائية ...، فشخصيا لا اذكر ان مثل هذا التشجيع الضخم والحار والتلقائي.. قد حصل من قبل لشريط وثائقي في تونس خاصة وانه ليس للمهرجان لا مسابقة ولا جوائز...وقد كنتُ من بين الواقفين الذين صفقوا طويلا ( وانا امقت التصفيق ) اذ فوجئتُ مرة أخرى بمستوى السينما القادمة من... تحت الاحتلال !.
منذ سنوات اكتشفت بكثير من الحيرة والحب نماذج مدهشة من ا
لسينما الإيرانية واليوم اقف نفس الموقف (إعجابا وحيرة ) أمام بعض الأشرطة الفلسطينية ..نفس الأسئلة تخامرني : كيف يصل هؤلاء الى مثل هذا المستوى رغم كل « الرغمات » ؟ في حين نبحث في تونس منذ سنوات... ورغم عراقة الحركة السينمائية....وأهمية الدعم الرسمي وتنوعه ...ورغم تدخل الوزارات وخطاباتها ...ورغم الانفتاح ...والتعاون الدولي .......ورغم انتشار الانترنات ...وحرية المرأة ....والطقس الجميل ...وتطور السياحة ...نبحث عن شريط واحد يستحق المُشاهدة ...وينجح سواء فنيا او جماهيريا...
والطريف... ان إجابة ما على هذه الاسئلة قد جاءت من خلال موضوع شريط « كحلوشة » الذي يقدم تُونسي عصامي وفقير يصنع أفلاما "جماهيرية" مُسلية وطريفة... وذلك دون أدنى دعم رسمي من أي نوع كان بل دون أي اذن رسمي...وهي أفلام فيديو بدائية شكلا ومضمونا ولكنها تقدم نموذجا لسينما موازية استطاعت ان تفرض نفسها وان تصدر الى عمالنا بالخارج ...اذ يجد فيها المحرُومون والمُهمشون والعاطلون والمقصيون ( وهم الأغلبية في هذا الشريط ) أنفسهم الى حد بعيد لأسباب متعددة شرحها الشريط أكثر مما يجب وكأنه يفضح مستورا تواطأ السينمائيون ......... في تغييبه. .
قد أعود الى شريط « كحلوشة » لاحقا فهو شريط طريف وثري وفيه قدر كبير من الجرأة بل والتطاول على بعض الممنوعات ( كما لم يفعل اي مخرج تونسي من قبل ) وهو لكل ذلك ولغيره من الأسباب شريط يُمكن ان يحقق نجاحا جماهيريا استثنائيا خاصة وقد صُور بطريقة مايكل مور بكل ما فيها من إيجابيات ولكن بسلبياتها العديدة..
غير ان ما يهمني اليوم هو « ارتجال
مرة اخرى تستوقفني السينما الفلسطينية بصدقها وبقوتها وبعمقها ...فارتجال يُعطي أبعاد جديدة للقضية الفلسطينية ويذهب الى مناطق عذراء من الشخصية العربية ويقطع مع الخطاب الخاوي المهزُوم المُتعودة على البكاء والشكوى و « الدفاع » والحنين الى أوهام الماضي .....
« ارتجال » يجعلك تعيش ضغط الإبداع كمشروع تفائل ويجعلك تحس معنى الفعل ( وليس رد الفعل ) كعقيدة...بل انه يجعلك تشاركه ليس فقط نشوة الإبداع بل اعسر فترات النضج الفني وأقسى لحظات المخاض وبعض بكاء العزيمة.... « ارتجال » بحر مفتوح بإمكانك السباحة فيه حيث شئت ...وجسم فاتن بامكانك مداعبته كيفما شئت وموسيقى جيدة بامكانك قراءتها بأي لغة..فهو شريط سهل وبسيط في ظاهره.
.فيه بكاء إيجابي يدفع نحو المُطلق ..نحو الأسمى ..نحو ما بعد الجمال وما فوق المتعة ..نحو الكمال..انه بكاء جمبل... ... .
كيف يُمكن المزج بين أنبل الفنون وابلغها ( الموسيقى/السينما ) وبين اقدس القضايا واعقدها ( فلسطين/الحياة اليومية/ والابداع ) وبين اعسر الفترات وأصعبها ( التحضير/ المراهقة /) وبين ابسط العلاقات واعمقها الاخوة/التوطئ الفني)؟..كيف يمكن المزج بين عدة متناقضات و في شخصية واحدة احيانا مثل شخصية وشخص واحد سمير جبران : العنف والرقة ...الثرثرة السياسية والابداع...الصرامة والجنون ...؟ كيف يمكن انتقاء لحظات بسيطة لبناء قصة جميلة وسردها بشكل مُمتع مؤثر ومُشوق وبنظرة مُتفائلة ؟ كانت هذه بعض أهم التحديات الذي نجح فيها الشريط.
المخرج قال قبل العرض « ان حضوركم رسالة الى التلفزات العربية » ...ولا ادري عن أي تلفزات يتحدث ؟ وهل
من أمل فيها وفي غيرها من المؤسسات العربية الرسمية ؟.
حين انتهي الشريط ....وددتُ وانا اتتبع خطى المخرج يتمشي بتواضع شديد من قاعة الكوليزي الى نهج ابن خلدون وددتُ لو استوقفه .. لكني لم اجد أي كلمة يمكن ان أعبر له بها عن اعجابي وخشيتُ ازعاج من لا يجب ازعاجهم ..
عالي ...مُعايشة دقيقة ومن الداخل...لطف ورقة..وعشق للموسيقي...وتواضع أمامها وأمام صانعيها... مرح ودعابة وطرافة..إحساس باللحظة وبالتفاصيل...وسخرية وتهكم ...وتضمين ذكي...وسرد مُمتع يصل بالمتفرج الى ذروة التشويق ...حين يختم الحفل/الشريط بنهاية ليس فقط سعيدة بل ومتفائلة .
  • .ففي حفل نهائي في الهواء الطلق وخارج الوطن وبعد ان تقشعت السحب الصيفية العابرة..وُلد مُوسيقِي (عدنان ) وخلد ارتجال مُوسيقى من نوع خاص وفتحت صفحة لن تغلق أبدا وكشف سمير في لقطة جميلة عن كل مشاعره نحو اخيه المبدع.
    لقد حاول الشريط ( عن طريق الصور وعن طريق سمير ) تفسير الفرق بين ان تكون مُجرد مُنفذ جيد
  • مُوسيقى/او صانع آلات موسيقية ) لا يُخطئ (العزف) او مجرد مواصلة للسائد ...وبين ان تتجاوز كل ذلك وتتحدى الجميع لتكون مُبدع ( موسيقي ) عالمي كبير ...
    لقد بين الشريط ان الطموح يجب ان يكون الي القمة وان العالمية تنتزع وان من له احساس او قضية عليه ان يبرز ذلك في ميدانه ويبدع في التعبير حتى ينتزع احترام هو به جدير... احترام اكبر من القضية ومن السياسة ومن التفاصيل احترام يمر اساسا باعادة تشكيل الذات واطلاق خيالها واحاسيسها وتجاوز "الاب ...
  • كفى بكاء وشكوى... فالابداع ان تجتهد وتعمل وتقسو على نفسك وعلى من تحب وتنظر الي ما وراء العرش وتثق في نفسك لتذهب الي حيث لم يذهب أحد.. ...
    معانى الارتجال والابداع والمشاركة فيه ومتعة النجاح ولذة العمل ونكهة التجاوز...كلها هنا لحظات حب وصدق وليس فقط خطب وحوارات... ولكنها دروسا من نوع خاص لا تشاغب الفكر فقط بل تفجر الاحساس وتشحنه بمنشطات هائلة تقطع جذريا مع الخطابات الساذجة التي تبكي الواقع بابشع منه فتزيد المتفرج احباطا عاى احباط.
    عموما سهرة ممتعة وبداية مشجعة لمهرجان طال انتظاره ويبدو ان برمجته جيدة
    جمهور رائع تفاعل وصفق وضحك مع ارتجال وقد هاج وصاح وقهقه طويلا عند عرض « كحلوشة »
    اهم فرق بين الشريطين هو ان الأول يضع سمير جبران واخوته كموضوع وحيد فينظر من خلالهم ويعشقهم ويتكلم باسمهم حتي يبدو الموضوع، سمير/الموسيقى ، فاعلا ويكاد يختفي المخرج...

اما الثاني فيبدو انه استعمل البطل مفعول به ، وليس فقط موضوعا، فهو يعرضه كما تعرض اي بضاعة طريفة وغريبة ومضحكة ..وهو من خلال "نشرة انباء" سريعة وطريفة يحلل المخرج ويُناقش ويُفسر ويَسخر من كل شيئ ومن بطله أساسا ...بل ويستغل غبائه "النسبي" فيُضخمه ويشوهه ليجعل من من كحلوشة ومن حوله كاريكاتور روائية .بطلها الوحيد مخرج الشريط
قد اعود الى كحلوشة باكثر تفصيل

هوامش من المهرجان

غياب كلي فوق المنصة لأي حضور رسمي ( لا شخصيات ولا صور ولا اعلام... ) رغم أهمية الدعم الرسمي التونسي والفرنسي) البارز من خلال معلقات الإشهار وهو تطور هام في ناريخ التنشط الثقافي التونسي

و لم تصعد على الركح صاحبة « المبادرة والتصور » : سهام بلخوجة صاحبة جمعية ناس الفن » التي تقف وراء المهرجان بتواضع
تميز الافتتاح بالبساطة والعفوية وببعض تأخير
وأكد المقدمون ان المهرجان سيكون سنوي
يبدو من خلال وثائق المهرجان ان اللغة الوحيدة للمهرجان هي الفرنسية

الحضور هام ومتنوع

والدخول مجاني

لرقة هو عنوان لابريس حول الشريط
La tendresse

http://www.lapresse.tn/index.php?opt=15&categ=4&news=25383

http://www.minfo.gov.ps/Culture/Arabic/09-03-04.htm حول العازف والشريط

1 commentaire:

Anonyme a dit…

Intéressant ce compte-rendu.

Peux-tu simplemenet agrandir la police ?

Même si je n'ai pas 80 ans, c'est trop petit pour mes yeux :)

Merci

Taïeb