في انتظار الدورة الثانية لمهلرجان تونس للشريط الوثائقي والتي شرعت بعد نشرية المهرجان في اعطاء بعض المعلومات الهامة عنها، أسمح لنفسي بنشر خواطر شخصية لا علاقة لها بمهنة الصحافة وما تدعيه من موضوعية، خواطر تُعبّر عن بعض المشاعر والطموحات من وحي افلام ليلة الاختتام وهي تتجاوز الاحداث والاشخاص والافلام ....فمعذرة لمن ينتظر مني نشرة انباء دقيقة وامينة ومُفصلة ومكتفية بما يعتبره هاما ...
اختتام مُمتع بأفلام جيدة وجدية ...وتحير المُواجع
عُرض خلاله شريطان :الأول : "ربيع 56 " لفريديريك ميتيران
UN PRINTEMPS 56 de Frédéric Mitterrand
والثاني : "هنالك اشياء كثيرة لنقولها " لعمر اميرلاي
«Nous avons tant de choses à nous dire» du Syrien Omar Amiralay,
UN PRINTEMPS 56 de Frédéric Mitterrand
والثاني : "هنالك اشياء كثيرة لنقولها " لعمر اميرلاي
«Nous avons tant de choses à nous dire» du Syrien Omar Amiralay,
طبعا لم يكن الجمع بين الشريطين صدفة ولا اختيار اليوم
الشريط الأول لفريديريك ميتيران حول الحركة الوطنية حرك حنينا الى تاريخ مُغيب وذكر بنقاشات مفقُودة وبشخصيات موءودة صنعت تاريخ تونس المُعاصر وقد انفرد بحوارات وبصور وأتى على أحداث تاريخية هامة من بينها 9/4...
الشريط الأول لفريديريك ميتيران حول الحركة الوطنية حرك حنينا الى تاريخ مُغيب وذكر بنقاشات مفقُودة وبشخصيات موءودة صنعت تاريخ تونس المُعاصر وقد انفرد بحوارات وبصور وأتى على أحداث تاريخية هامة من بينها 9/4...
والشريط رغم موضوعيته يُثير أسئلة جوهرية حول كتابة التاريخ (السمعي البصري) كيف ؟ ومن؟ وماذا؟ و لماذا؟ وبأي تمويل ؟ وحول غياب هذا الصنف من الافلام رغم تعدد الكتابات وتعطش فئة من الجمهور ..
وقد طرح المخرج بطريقته بعض هذه الاسئلة حين قال: " من انا حتى أتجاسر فاخرج لكم هذا الشريط"؟
الشريط الثاني جيد أيضا وقد اراده المُنظمون مواصلة للأول بطريقة ما ...فبعد الحلم يأتي الجرد الصارم والنقد اللاذع والتقويم المرير والإعتراف الحزين والصراحة المُؤثرة ..
الشريط الثاني جيد أيضا وقد اراده المُنظمون مواصلة للأول بطريقة ما ...فبعد الحلم يأتي الجرد الصارم والنقد اللاذع والتقويم المرير والإعتراف الحزين والصراحة المُؤثرة ..
فشريط اميرلاي مؤلم بموضوعه الحساس أولا وبشخصيته الوحيدة الكئيبة ثانيا ( فلسطين وسعد الله ونوس في خطبة وداع حزينة ...
الشخصية جامدة مُثبتة الى فراش الموت تقاوم بكبرياء وألم السرطان والهزيمة وتخلط بين الموتين حتي لكأن النهاية انتحار مُعلن...صعبة ومُدمرة وقاسية هي اللحظات ...ومؤلمة الى ابعد حد قطرات الدواء التي تبقي على المريض على قيد الحياة اصطناعيا ...مٌدمرة هذه الشخصية القادمة من عالم آخر لأن المتفرج يحبها ويتماهي معها ويتعاطف مع كل ما تقول وما لا تقول...وهي قاسية بتحاليلها السياسية الحزينة وبصوتها "الجنائزي" وبلغتها العربية المُنمقة الهادئة...وبوجودها على فراش العجز واصرارها على لعب دور المرآة العاكسة...الخ ....
لكني شخصيا أكره خطابات البكاء والحسرة والإحباط ...الخ، لم اعد احتمل الماضي كغول والكآبة كعلاج والنقد كفعل والادانة كمشروع ...لم اعد احتمل القضايا الكبرى كتعلة والصدمات كوسيلة...الخ.. .. ...
لكني شخصيا أكره خطابات البكاء والحسرة والإحباط ...الخ، لم اعد احتمل الماضي كغول والكآبة كعلاج والنقد كفعل والادانة كمشروع ...لم اعد احتمل القضايا الكبرى كتعلة والصدمات كوسيلة...الخ.. .. ...
.فالشريط مُؤلم ومُوجع فهو يتعمد "تحريك السكين في الجرح" ..هو يُعيد علينا صُورًا مُهينة أريدُ شخصيا تجاوزها ويذكر بخطابات أريدُ نسيانها فقد جمع صور 48 و67 وأشهر خطابي عبد الناصر والسادات و..انتهي الى حرب الخليج : كل هذا الهم حمله شخص واحد وصوت واحد وشريط واحد.......
كل ما يتعلق بالهزائم العربية والخيانات والنكسات والنكبات والماضي التعيس ...كل الجيل الذي نظر لمركزية القضية الفلسطينية ولحتمية الانهيار الداخلي لإسرائيل....يُزعجني ... خاصة اذا كان ذلك يوم9/4 : سقوط بغداد وبعد شريط يذكر بتضحيات واوهام الاستقلال
انا لا اشكك في قيمة شريط اميرلاي ولا في اهميته وقوته وحاجة المشهد العربي الى هذا الصنف .. ولكني ابحث منذ مدة عن اشرطة مفتوحة على المستقبل لا اريد البقاء في طور ادانة واقع اعرفه وفي مرحلة اعادة كتابة التاريخ ..اصبحتُ اركض خلف اي شريط مُتفائل وجاد يُعيد الثقة بالمستقبل وبالذات ويُرمم شخصيتنا المهزوزة ويبشر بنظرة جديدة للماضي ومُقاربة متفائلة في فهم الواقع وتحليله وتقديمه...مقاربة تتخلى عن كآبة الايديولوجيا وحزن العجز...الخ
انا لا اشكك في قيمة شريط اميرلاي ولا في اهميته وقوته وحاجة المشهد العربي الى هذا الصنف .. ولكني ابحث منذ مدة عن اشرطة مفتوحة على المستقبل لا اريد البقاء في طور ادانة واقع اعرفه وفي مرحلة اعادة كتابة التاريخ ..اصبحتُ اركض خلف اي شريط مُتفائل وجاد يُعيد الثقة بالمستقبل وبالذات ويُرمم شخصيتنا المهزوزة ويبشر بنظرة جديدة للماضي ومُقاربة متفائلة في فهم الواقع وتحليله وتقديمه...مقاربة تتخلى عن كآبة الايديولوجيا وحزن العجز...الخ
متى نشاهد شريطا عن القضية ( اي قضية ) فيه قدر من المرح والذكاء والتسامح والتفائل.. ؟
من قال ان القضايا الكبيرة والحزينة والجدية يجب ان تُعالج بكآبة وصرامة وصادية تخنق المُتفرج وتزيد احباطه؟
لقد قدم هذا المهرجان نماذج جادة وجيّدة ومُتفائلة من فلسطين وايران ومن الجزائر ومن غيرها ...
لقد قدم هذا المهرجان نماذج جادة وجيّدة ومُتفائلة من فلسطين وايران ومن الجزائر ومن غيرها ...
فقد قدم مالك بن اسماعيل في "اغترابات" مثلا، قراءة انسانية جميلة ومُتفائلة ومتسامحة لمأساة لا تقل قيمة عن القضية الفلسطينية رغم ان موضوعه غير مُتناول عربيا وصعب وكان يمكن بسهولة الانزلاق نحو الكاريكاتور والمبالغة أوالقسوة على المتفرج...
اما خارج المهرجان فقد قدمت السينما العالمية عدة قراءات جادة ومرحة لفترات حالكة من التاريخ الانساني ...فحين تبلغ الأمور ذروة التأزم ...ليس هنالك ابلغ من التهكم وافصح من المرح واجمل من التفائل ...ويكفي التذكير بالحياة جميلة للايطالي بنيني ..و"قود باي لينين" للألماني ولفقونغ بيكر ..فقد قدما معالجة ذكية مرحة وجدية لتاريخ أليم ..
فمتى نشاهد مثل هذه المقاربة في معالجة الماضي العربي؟
وشريطا الليلة يتعلقان بالماضي وصوره وأحلامه وآلامه..
انا لا اتحدث عن حقبة معينة بل عن مقاربة...
انا لا اتحدث عن حقبة معينة بل عن مقاربة...
فهل نسعد قريبا بشريط هام عن ........ابن خلدون مثلا ؟
طرفة الاختتام :
الجمهور يرفض الخطب ( وربما أيضا محمد الزرن ) في مشهد (سينمائي) جميل
في حين رفض هشام بن عمار ( مستشار فني للمهرجان ) الكلام واكتفى وهو على "الركح" بتحية الجمهور وتصويره بكاميرا رقمية صغيرة وقالت سهام بلخوجة ( صاحبة المهرجان ) بضع كلمات جميلة...وكذلك فعل فراديريك ميتيران( رئيس هذه الدورة ) وفرنسوا نيني ( المدير الفني ).......الخ
انتزع محمد الزرن الميكروفون وشرع في إلقاء كلمة حول أهمية الشريط الوثائقي ، فبدأ الجمهور احتجاجا ضعيفا ليُعبر عن رغبته في المرور مُباشرة الى ما جاء من اجله : الشريط...لكن مُخرج الأمير فضل مواصلة كلمة لم يكن أحد يرغب في سماعها و أصر على الكلام ، فارتفعت حدة الاحتجاجات...وبادرت سهام بذكاء وبلطف صفق له الجمهور بتحية النجم المرفوض وتقبيله ومُحاولة إيجاد مخرج مُشرف له لإنقاذه من الورطة التي وضع نفسه فيها .
حاولت سهام بكل رقة ورشاقة شكر سي محمد والاعتذار للجمهور وبدأت "جرّه "الى الكواليس في حركة جميلة وراقصة ومُعبرة ولكن "مُغتصب" الميكرو، رفض ...وحْرنْ وكبٍّشْ وتْمَسْمِر وركب راسو... ، فتزايد احتجاج الجمهور حتى كان له ما أراد
مرة اخرى برافو لهذا الجمهور الذي يبدو انه مُتقدم على....بعض "المُحترفين" ممن يدعُون انهم عن الجمهور يُعبرون
وارجو ان تكون هذه اللقطة الطريفة والاستثنائية ضمن شريط وثائقي يخلد هذه الدورة الواعدة والممتازة والمؤسسة لتقاليد وقيم ولثقافة جديدة ...فقد كانت لحظة سينما "وثائقية" عفوية ومُعبّرة اذ تُبشر بتحولات جديدة يفرضُ من خلالها الجمهور احترام المستوى والبرامج والمواعيد... بعيدًا عن أي ارتجال أولغة خشبية.ا. .
6 commentaires:
Je ne sais pas si Si Mohamed Zran a tort ou raison d'insister à parler, je ne sais pas si le public à compris ou juste réagi en beni oui ouis guidés par les circonstances, et je ne sais pas aussi si l'auteur de ce commentaire assez partial est sincére...
Mais je sais au moins deux choses :
- Que Mohamed Zran est un bon cinéaste qui a fait ses preuves en Tunisie et dans le monde.
- Que Si Mohamed lors de sa premiére participation au Festival de Canne, avait été royalement ignoré par ses collégues de la délégation "officielle", ce qui a été comfirmé ulterieurement par un animateur de la TV présent au festival.
- Que Si Mohamed (s'il vous plait) est chez lui et les podiums ne sont pas la propriété de quiconque.
Biensur il devrait respecter l'éthique comportementale, mais vous ne nous avez pas dit pourquoi il a réagit de la sorte ? Pourquoi ne pas lui demander ou bien vous cacher certaines malversations ? Nous sommes bien dans un pays démocratique, et les intello,mondains,(barbus)...sont censés en être les garants.
J'attend une réponse et un commentaire lucide et conséquent au niveau de l'intellect tunisien. S'il vous plait.
Juste pour dire bravo pour le blog... et merci pour nous avoir permis de suivre des évènements qui nous tiennent à coeur...
et pour dire aussi que tu as des lecteurs assidus animés par les même passions que les tiennes
:)
Par des recoupements, j'ai vérifié qu'il n'en était rien. Un présent digne de confiance m'a affirmé que ce n'était même pas un incident mineur à retenir. Quand à Si Zran, il était surpris par autant de malveillance.
VOTRE HISTOIRE EST BIDON MONSIEUR BOUCHON
Respectez vous les uns les autres pour les autres vous respecterons, et surtout n'usez pas ce merveilleux "outil" stupidement.
Encore une fois un grand BRAVO aux organisateurs de ce festival et comme on dit la caravane passe...
merci
Naturellement, la caravane comporte les gens bien intentionnés.
Sans insolence, mais pour rendre justice à une personnalité tunisienne, qui a été iniquement lynché verbalement, par un venimous anonymous.
Enregistrer un commentaire