2011/02/08

دماء الشهداء تغذي الانتهازية والضحالة والسُراق

دماء الشهداء تغذي الانتهازية والضحالة والسُراق
ان الدماء التي سالت في تونس كانت تطالب بالعدالة وبتكافؤ الفرص وبالشفافية في التشغيل...فقد انطلقت الثورة ومنذ انتفاضة الحوض المنجمي كثورة من اجل فرض الحق في الشغل الكريم وضد المُمارسات المافيوزية المُهيمنة على الانتدابات بالمؤسسات العمومية وهي ممارسات غير خافية على احد وتهيمن عليها رائحة الرشوة والتجمع واتحاد الشغل والمافيا...
والي يوم 14 جانفي 2011 كانت الانتدابات بالمؤسسات العمومية الهامة وفروعها انتدابات إجرامية في حق المؤسسات والمستقبل والبلاد وكانت تكرس الضحالة والزبونية وتتعمد الاستهزاء بمبدأ المناظرة وبقيم الكفاءة والجدارة.
أرسلوا سيرة ذاتية لأكبر مهندس في العالم الي اي مناظرة بأتفه مؤسسة عمومية في تونس فلن تجيب الا أبناء المحضوضين ...اطلبوا قائمة " النقابيين " وعائلاتهم وأقاربهم المنتدبين ببعض الشركات العمومية المعروفة وفروعها سواء كانوا متعلمين ام اميين...
ان مهازل الانتدابات كمهازل الانتخابات يعرفها كل الوزراء والمسؤولين ولا تفرز غير الضحالة والفساد وكل هذه التجاوزات معلومة ومكشوفة وموثقة وهي لا تغذي سوى الحقد والكراهية والاستقالة الجماعية
نحن اليوم نعاني من مديرين فاسدين ولكني اعترف ان أغلبهم كان قد انتدب بطرق عادية وتدرج في الفساد حتي بلغ فيه درجات عالية أما اليوم فأنا أتسائل كيف سيُصبح مسؤولو الغد وقد انتدبوا منذ اليوم الأول وهم خبراء في الفساد وأساتذة في الوصولية وبعضهم له مشاريع موازية او ذات علاقة بالعمل.
عوض فتح هذه الملفات التف البعض على الموضوع بكلمة حق يراد بها باطل فنادوا باسم الثورة وبدعوى رفض المناولة وأشكال العمل الهش بترسيم من سرقوا أماكن غيرهم من العاطلين وممن لم ينجحوا في اي مناظرة .
طبعا انا لا أعمم ولا اشكك في عدالة قضية رفض المُناولة ورفض أشكال العمل الهش...ولكني لا اقبل ان تستغل قضايا نبيلة لخدمة أغراض حقيرة...
ان وقاحة بعض المسؤولين لا حدود لها فعوض الاختفاء والصمت وطلب العفو والقيام بنقد ذاتي يسارعون باستنفاذ كل ما بقي لديهم من انتهازية و"سقوطية" في جني خدمات "اللحظة الأخيرة" .
لن أطعن في كل المناظرات والانتدابات في المؤسسات العمومية وفروعها ولن أطالب بالتحقيق مع كل من اسقط "الأكفاء" من المناظرات لتعويضهم ببعض المحضوضات والمحضوضين ...ولكني أتسائل هل يجوز استعمال كلمة ثورة قبل عزل هؤلاء "الخماج" ؟...
حين استمعت لأول مرة لشعار "التشغيل استحقاق يا عصابة السراق" تأثرت الى حد البكاء...وللاسف فان الانتدابات قبل 14 جانفي او بعده تتم بنفس المحاصصة المافيوزية .

Aucun commentaire: