A.1 من وحي تهاني العيد
يُمكن تصنيف التهاني بالعيد الي صنفين :
الأولي ( وهي الأغلبية المُطلقة ) : تهاني بالدارجة التونسية الأصيلة وهي عموما جميلة وأنيقة ومحبُوبة وهي تحتفل بالعيد كمناسبة اجتماعية ( للفرح وللتزاور والتسامح والتضامن والمحبة وتكريم الاأطفال والعائلة ) ...الخ
وهذه التهاني تتمنى البركة ( عيد مبروك) والحياة ( يُحييك لمْثالُو وسْنين دائمة.. ) والصحة..الخ
وهذه التهاني المُختصرة مُشتركة بين كل الأوساط الاجتماعية ومُتبادلة بين كل الطوائف وهي تعكس ثقافة على قدر كبير من التسامح الذي تميزت به تونس في القرون الأخيرة بحكم ما عرفته من اختلاط وتنوع وتعايش بين الأعراق والقوميات والطوائف .
الثانية : تهاني مكتوبة ومُصورة والكترونية يُهيمن عليها الطابع الديني .
فالتهاني التونسية تتجه نحو التهميش لتحل بديلا عنها كليشيهات قروسطية مستوردة من بدو الجزيرة العربية ( بالمعنى الخلدوني للبداوة ) ..
وبعض هذه التهاني "ارهابا معنويا" يركز على عقاب المُفطرين مع تهديدهم ببئس المصير.
فالتهاني التونسية الشفوية الجميلة تستبدل بخطب متطرفة ( س م س او بريد الكتروني ..) بدون تلك الروح التونسية المرحة والمتسامحة .
وبعض التونسيين ، بدافع الكسل، يروجون ما يصلهم من تهاني لا علاقة لها بالفرح ولا تحتفل بالعيد بل تتوعد وتهدد وفيها كثير من الترهيب وهي عموما تتجاهل الحياة لتتحدث عن الآخرة وعن الجنة والنار...وبعض هذه التهاني المزعجة وصلتني مكتوبة بلغة الإمبريالية الثقافية المصرية .
كيف اقول لهؤلاء ارجوكم لا تؤدلجوا الأعياد ولا تسيسوا عيد الطفولة ولا تشوهوا عاداتنا فالتهاني بالعيد يجب ان تظل ايجابية ومحايدة .
نحن في تونس، "عياشة" ومتسامحين وتاريخنا شاهد علينا اذ لم نقتل الباي ولم نشنق بورقيبة بحبل الشماتة البدوية ولم نفرح لإغتيال الدكتاتور صدام يوم العيد ولم نكفر أحدا ولم نقسم المدارس والمناصب حصصا حسب الطوائف ولم نعامل المواطن التونسي اليهودي الديانة كمواطن درجة ثانية ...
وعليه فلا يمكن ان نختزل اليوم تهاني العيد في دعاء ديني لمن صاموا وقاموا واستقاموا وان كنت اقبل هذه التهاني فلا يمكن ان اقبل الدعاء " الشمايتي " ضد من افطروا .
فالعيد في جوهره احتفال لجمع الشمل ولم العائلات والتشارك في لحظة فرح ومحبة بين كل الشعب التونسي . من هذا المنطلق يجب الابتعاد عن بعض هذه التهاني الدينية العنيفة والمعتمده على عبارات ومفاهيم قادمة من أعماق الوهابية .
فبعض التهاني الدينية لا تكتفي بالوعظ والإرشاد بل تكادُ تَنطقُ بالتكفير فتحَوّلُ العيد مأتما والتضامن المفترض الى تقسيم للبشر الي قسمين متناقضين وتقلبُ الموضوع شماتة وتحريض ضد أولئك الفاطرين والضالين..وغيرهم مِمّن تحجز لهم هذه التهاني مقاعد أمامِيّة في جهنم .
وإذا افترضنا أن لهذه "التهاني" علاقة ما بالعيد او بالفرح او بمفهوم التهنئة، واذا افترضنا ان مضمونها يدخل ضمن حرية الفكر والمعتقد ، فبأي حق تتعدى تلك التهاني على حرمة صندوقي الالكتروني ؟ . ذلك ان ميزة هذه التهاني ان أصحابها يرسلونها الى عشرات ممن يعرفون وممن لا يعرفون.
أنا لم اسمع ان يهوديا تونسيا تجرأ وأرسل إلى كل زملائه ورؤسائه في العمل (وحتى لأولئك الذين لا يعرفهم)، تهاني بأعياده الدينية مَصْحُوبة بتراتيل وبصور وبخطب تتوعد بجهنم ...
فالعيد يجب ان يظل مُناسبة اجتماعية لتجاوز الخلافات وللالتقاء في القواسم الإنسانية البسيطة والأساسية : الفرح والمحبّة وربط صلة الرحم والمواطنة التي يحاول كل الرجعيين تغييبها وتعويضها بمفاهيم قروسطية متنافية مع العصر ومع قيم الجمهورية وأسس السلم الاجتماعي.
ان إرسال نفس الخطاب الي مئات العناوين دون مُراعاة طبيعة المُناسبة وحرمة الأشخاص، رياء ودعاية وتطاول وقلة ذوق وعجرفة طالبانية) وبداوة ( وهابية ) وهو اعتداء على الآخر وازعاج .
فهل من حقي، ان أرسل إلى هؤلاء "الشيوخ" الذين لا اعرفهم، تهاني مُؤدلجة بأعياد، قد لا نتفق على دلالاتها وأبعادها ( عيد الشغل وعيد المرأة ورأس السنة الميلادية وعيد الحب...)؟.
طبعا لا لأن الأصل في المعاملات احترام الآخر وحرمة بريده الشخصي وحريته الدينية والفكرية.
وبناء على ما تقدم فاني أهنئكم بالعيد على طريقتي
سواء كنتُم من الصائِمين أم من الفاطرين .
وسواء كان صياِمكم صادِقًًا أم كان مُجرّد رُوتين ،
وسواء تقبل الله صِيامكم ام لم تنالُوا سوى الجوع والعطش...
وسواء جهرتم بإفطاركم أم كُنتم من المُنافقين أوالخائفين أو المُسائرين أوالمُتسترين...
وسواء أفادكم شهر الروحانيات، فطهّر أنفسكم من الحِقدِ والبغضاء..وسما بكم عن السفاسِف وحبّبكم في البشر والوالدين وقربكُم من أنفسكم ام لا ...
وسواء كان رمضانكم عبادة وتهجد ام تكرار للعوائد وإكثار من الموائد والعصائد والزلابية والمخارق والمُسلسلات..
وسواء أحسستم في صيامكم بالفقراء والمساكين والمُستضعفين ام تقربتُم خلاله ( بالديُون ) من الأغنياء والأغبياء والمُبذرين..
وسواء كنتم مُسلمين ام يُهود ام مُلحدين ام خبزيزت لا يهم وسواء كنتم ماركسيين او متديين او انتهازيين أو تجمعيين لا يهم،
وسواء صليتم التراويح ام لعبتم الكارتة لا يهم
وسواء اغلقت محلاتهم واوقفتم نشاط مقاهيكم واجسامكم قناعة او خوفا او نفاقا لا يهم...
وسواء اشتريتم ملابس العيد وحلو العيد وسعدتم بذلك ام ازددتم تعاسة ووحدة وديون لا يهم
وسواء وزعتم ابتسامات صفراء وقبلا منافقة لا يهم
وسواء اشتريتم زمارة ام نفختم بالونات هواء لا يهم.
وسواء وقفتم في العيد وقفة صدق مع الذات وعشتم لحظة تسائل عن الحياة ام غرقتم في أوحال الاستهلاك والمأكولات .... لا يهم
فاني من كل قلبي أرجو لكم جميعا "عيد مبروك وسنين دائمة ".
وارجو ان لا يؤدي ممارسة بعض المواطنين لحقهم في الصيام ( وان كانوا أغلبية ) حقوق بقية مواطنيهم والا يهدد تدين البعض ما بقي من حرية وتسامح وتعدد في بلد ابن خلدون وخير الدين والحداد وبورقيبة.
فأين داخل الإسلاميين ما يوازي تلك الأصوات العلمانية التي تدافع عن الخمار ( باعتباره سلوكا شخصيا لا يجب ان يدخل ضمن مجالات القانون) فاذا دافع العلمانيون عن الخمار كحق مواطني لماذا لا يدافع أي إسلامي عن حق الإفطار العلني؟
اذا لم نتقيد بضوابط مشتركة فما الذي يمنع الأغلبية المتدينة ان تفرض غدا "رمضنة" بقية أشهر السنة فتغلق الملاهي الليلية والشواطئ المختلطة ودور البغاء العمومية والخمارات وغير ذلك مما يسهل تحريمها دينيا ؟ولكني لا اعتقد ان للسياسة علاقة بمنطق الحلال والحرام فالسياسة محكومة بخدمة الاغلبية وملزمة بحماية حقوق الاقلية .
ولعله من الخطير ان تستجيب السلطة لمزايدات قد تنسف اسس التسامح و الإنسجام وقد تعصف بمكاسب ومفاخر تونسية
يُمكن تصنيف التهاني بالعيد الي صنفين :
الأولي ( وهي الأغلبية المُطلقة ) : تهاني بالدارجة التونسية الأصيلة وهي عموما جميلة وأنيقة ومحبُوبة وهي تحتفل بالعيد كمناسبة اجتماعية ( للفرح وللتزاور والتسامح والتضامن والمحبة وتكريم الاأطفال والعائلة ) ...الخ
وهذه التهاني تتمنى البركة ( عيد مبروك) والحياة ( يُحييك لمْثالُو وسْنين دائمة.. ) والصحة..الخ
وهذه التهاني المُختصرة مُشتركة بين كل الأوساط الاجتماعية ومُتبادلة بين كل الطوائف وهي تعكس ثقافة على قدر كبير من التسامح الذي تميزت به تونس في القرون الأخيرة بحكم ما عرفته من اختلاط وتنوع وتعايش بين الأعراق والقوميات والطوائف .
الثانية : تهاني مكتوبة ومُصورة والكترونية يُهيمن عليها الطابع الديني .
فالتهاني التونسية تتجه نحو التهميش لتحل بديلا عنها كليشيهات قروسطية مستوردة من بدو الجزيرة العربية ( بالمعنى الخلدوني للبداوة ) ..
وبعض هذه التهاني "ارهابا معنويا" يركز على عقاب المُفطرين مع تهديدهم ببئس المصير.
فالتهاني التونسية الشفوية الجميلة تستبدل بخطب متطرفة ( س م س او بريد الكتروني ..) بدون تلك الروح التونسية المرحة والمتسامحة .
وبعض التونسيين ، بدافع الكسل، يروجون ما يصلهم من تهاني لا علاقة لها بالفرح ولا تحتفل بالعيد بل تتوعد وتهدد وفيها كثير من الترهيب وهي عموما تتجاهل الحياة لتتحدث عن الآخرة وعن الجنة والنار...وبعض هذه التهاني المزعجة وصلتني مكتوبة بلغة الإمبريالية الثقافية المصرية .
كيف اقول لهؤلاء ارجوكم لا تؤدلجوا الأعياد ولا تسيسوا عيد الطفولة ولا تشوهوا عاداتنا فالتهاني بالعيد يجب ان تظل ايجابية ومحايدة .
نحن في تونس، "عياشة" ومتسامحين وتاريخنا شاهد علينا اذ لم نقتل الباي ولم نشنق بورقيبة بحبل الشماتة البدوية ولم نفرح لإغتيال الدكتاتور صدام يوم العيد ولم نكفر أحدا ولم نقسم المدارس والمناصب حصصا حسب الطوائف ولم نعامل المواطن التونسي اليهودي الديانة كمواطن درجة ثانية ...
وعليه فلا يمكن ان نختزل اليوم تهاني العيد في دعاء ديني لمن صاموا وقاموا واستقاموا وان كنت اقبل هذه التهاني فلا يمكن ان اقبل الدعاء " الشمايتي " ضد من افطروا .
فالعيد في جوهره احتفال لجمع الشمل ولم العائلات والتشارك في لحظة فرح ومحبة بين كل الشعب التونسي . من هذا المنطلق يجب الابتعاد عن بعض هذه التهاني الدينية العنيفة والمعتمده على عبارات ومفاهيم قادمة من أعماق الوهابية .
فبعض التهاني الدينية لا تكتفي بالوعظ والإرشاد بل تكادُ تَنطقُ بالتكفير فتحَوّلُ العيد مأتما والتضامن المفترض الى تقسيم للبشر الي قسمين متناقضين وتقلبُ الموضوع شماتة وتحريض ضد أولئك الفاطرين والضالين..وغيرهم مِمّن تحجز لهم هذه التهاني مقاعد أمامِيّة في جهنم .
وإذا افترضنا أن لهذه "التهاني" علاقة ما بالعيد او بالفرح او بمفهوم التهنئة، واذا افترضنا ان مضمونها يدخل ضمن حرية الفكر والمعتقد ، فبأي حق تتعدى تلك التهاني على حرمة صندوقي الالكتروني ؟ . ذلك ان ميزة هذه التهاني ان أصحابها يرسلونها الى عشرات ممن يعرفون وممن لا يعرفون.
أنا لم اسمع ان يهوديا تونسيا تجرأ وأرسل إلى كل زملائه ورؤسائه في العمل (وحتى لأولئك الذين لا يعرفهم)، تهاني بأعياده الدينية مَصْحُوبة بتراتيل وبصور وبخطب تتوعد بجهنم ...
فالعيد يجب ان يظل مُناسبة اجتماعية لتجاوز الخلافات وللالتقاء في القواسم الإنسانية البسيطة والأساسية : الفرح والمحبّة وربط صلة الرحم والمواطنة التي يحاول كل الرجعيين تغييبها وتعويضها بمفاهيم قروسطية متنافية مع العصر ومع قيم الجمهورية وأسس السلم الاجتماعي.
ان إرسال نفس الخطاب الي مئات العناوين دون مُراعاة طبيعة المُناسبة وحرمة الأشخاص، رياء ودعاية وتطاول وقلة ذوق وعجرفة طالبانية) وبداوة ( وهابية ) وهو اعتداء على الآخر وازعاج .
فهل من حقي، ان أرسل إلى هؤلاء "الشيوخ" الذين لا اعرفهم، تهاني مُؤدلجة بأعياد، قد لا نتفق على دلالاتها وأبعادها ( عيد الشغل وعيد المرأة ورأس السنة الميلادية وعيد الحب...)؟.
طبعا لا لأن الأصل في المعاملات احترام الآخر وحرمة بريده الشخصي وحريته الدينية والفكرية.
وبناء على ما تقدم فاني أهنئكم بالعيد على طريقتي
سواء كنتُم من الصائِمين أم من الفاطرين .
وسواء كان صياِمكم صادِقًًا أم كان مُجرّد رُوتين ،
وسواء تقبل الله صِيامكم ام لم تنالُوا سوى الجوع والعطش...
وسواء جهرتم بإفطاركم أم كُنتم من المُنافقين أوالخائفين أو المُسائرين أوالمُتسترين...
وسواء أفادكم شهر الروحانيات، فطهّر أنفسكم من الحِقدِ والبغضاء..وسما بكم عن السفاسِف وحبّبكم في البشر والوالدين وقربكُم من أنفسكم ام لا ...
وسواء كان رمضانكم عبادة وتهجد ام تكرار للعوائد وإكثار من الموائد والعصائد والزلابية والمخارق والمُسلسلات..
وسواء أحسستم في صيامكم بالفقراء والمساكين والمُستضعفين ام تقربتُم خلاله ( بالديُون ) من الأغنياء والأغبياء والمُبذرين..
وسواء كنتم مُسلمين ام يُهود ام مُلحدين ام خبزيزت لا يهم وسواء كنتم ماركسيين او متديين او انتهازيين أو تجمعيين لا يهم،
وسواء صليتم التراويح ام لعبتم الكارتة لا يهم
وسواء اغلقت محلاتهم واوقفتم نشاط مقاهيكم واجسامكم قناعة او خوفا او نفاقا لا يهم...
وسواء اشتريتم ملابس العيد وحلو العيد وسعدتم بذلك ام ازددتم تعاسة ووحدة وديون لا يهم
وسواء وزعتم ابتسامات صفراء وقبلا منافقة لا يهم
وسواء اشتريتم زمارة ام نفختم بالونات هواء لا يهم.
وسواء وقفتم في العيد وقفة صدق مع الذات وعشتم لحظة تسائل عن الحياة ام غرقتم في أوحال الاستهلاك والمأكولات .... لا يهم
فاني من كل قلبي أرجو لكم جميعا "عيد مبروك وسنين دائمة ".
وارجو ان لا يؤدي ممارسة بعض المواطنين لحقهم في الصيام ( وان كانوا أغلبية ) حقوق بقية مواطنيهم والا يهدد تدين البعض ما بقي من حرية وتسامح وتعدد في بلد ابن خلدون وخير الدين والحداد وبورقيبة.
فأين داخل الإسلاميين ما يوازي تلك الأصوات العلمانية التي تدافع عن الخمار ( باعتباره سلوكا شخصيا لا يجب ان يدخل ضمن مجالات القانون) فاذا دافع العلمانيون عن الخمار كحق مواطني لماذا لا يدافع أي إسلامي عن حق الإفطار العلني؟
اذا لم نتقيد بضوابط مشتركة فما الذي يمنع الأغلبية المتدينة ان تفرض غدا "رمضنة" بقية أشهر السنة فتغلق الملاهي الليلية والشواطئ المختلطة ودور البغاء العمومية والخمارات وغير ذلك مما يسهل تحريمها دينيا ؟ولكني لا اعتقد ان للسياسة علاقة بمنطق الحلال والحرام فالسياسة محكومة بخدمة الاغلبية وملزمة بحماية حقوق الاقلية .
ولعله من الخطير ان تستجيب السلطة لمزايدات قد تنسف اسس التسامح و الإنسجام وقد تعصف بمكاسب ومفاخر تونسية
اما الدين فهو سلوك شخصي قائم على الاختيار لا غير
وعليه فاني لا افهم أي ضرر يمكن ان يلحق الصائمين من جراء ترك محطات الراحة بالطرقات السيارة وترك المقاهي مفتوحة في رمضان للسياح والمسافرين والمرضي والحوامل والاطفال والملحدين والمفطرين ؟
اليس من حق السائقين على الدولة وعلى شركة تونس للطرقات ان توفر لهم كل اسباب االسياقة السليمة والتي من بينها "الحق في القهوة"؟
اترك لإحصائيات حوادث الطرقات في رمضان الإجابة
ومرة اخرى عيدكم مبروك
2 commentaires:
aidek mabouk
عيدك مبرووك و سنين دايمة :))))
برجولية يعطيك الصحة
تدوينة هايلة
Enregistrer un commentaire